بعد ظهور نتائج فرز أصوات الناخبين المصريين، فى الانتخابات الرئاسية ، وتأهل الدكتور محمد مرسى مرشح جماعة الإخوان المسلمين، والفريق أحمد شفيق، لجولة الإعادة ، يأتى "عمرو موسى" وزير الخارجية المصرى السابق، والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، فى المركز الخامس لنتائج التصويت، مخالفاً جميع التوقعات والمؤشرات التى منحته الصدارة قبل بدء انتخابات الرئاسة.

"عمرو موسى" الذى خرج علينا بالعديد من التصريحات طيلة فترة الدعاية الإنتخابية، بأنه "قد التحدى"، ويحلم بدولة مصرية ثانية ينعم فيها المصريون بكامل حقوقهم وحريتهم، لم يصمد كثيراً أمام الفريق أحمد شفيق، واستطاع شفيق أن يحصد أغلب الأصوات، وخاصة "الكتلة القبطية" التى حسمت الصراع، واتجهت لدعم "شفيق"، ويتضح ذلك خلال نتائج الفرز بمحافظات الصعيد، وبعض المناطق بالقاهرة الكبرى مثل شبرا.

"موسى".. خرج علينا مؤخرا أنه ينتظر تنازل الفريق شفيق لصالحه، إلا أن ذلك يكشف أن "موسى" رغم خبراته السياسية لم يدرك حجم "شفيق" جيداً، وقيمة معركة اللحظات الأخيرة للانتخابات، فرجل الطيران حسم الصراع أمام الدبلوماسى المخضرم، واتجه للأقباط ودافع بقوة عن الجيش، وهاجم من حاول اقتحام وزارة الدفاع، بل ولجأ إلى برنامج "توفيق عكاشه" لكسب بعض أصوات أهل الريف، لأن أنصار "عوكشه" لا ينتخبون رئيساً يجهل كيفية "تزغيط دكر البط"، وبالتالى لم يترك "شفيق" مكاناً إلا وطرق بابه ولعب على أوتاره، وقالها صراحة "هى الخطة ماشية كده" بمعنى أن أسهمه تزداد فى اللحظات الاخيرة قبل بدء الانتخابات.

"موسى" - وفقا لجريدة الدستور - عجز عن تحقيق شعاره الإنتخابى "أحنا قد التحدى"، فى حين أن الفنانة ماجدة زكى نجحت فى إعلانات "روابى" أن تحقق شعار الإعلان "روابى.. وتحدى".

انتخابات الرئاسة المصرية 2012 حملت دون أدنى شك نهاية مأساوية لـ"موسى" فى ظل نتائج الفرز "المخزية" مقارنة بالنتائج التى تمناها انصاره، خاصة بعد المناظرة الشهيرة بينه وبين الدكتور "أبو الفتوح"، والتى ظهر فيها موسى وكأنه "رئيس" لمصر.

"موسى" الذى يرفض اتهامه بأنه من رجال النظام السابق "الفلول" بل يقولها صراحة "ثورى"، وأنه عارض سياسات مبارك، توهم أن الطريق إلى قصر العروبة ممهداً له، وتعامل على هذا الأساس من خلال جولاته الانتخابية وتصريحاته، ومن اكثر التصريحات التى لا يمكن لأحد أن ينساها "يجب أن يأتى رئيس لمصر شاب فى فترة الرئاسة بعد القادمة"، مشيراً بصفة ضمنية أن انتخابات الرئاسة هذه الفترة محسومة له وحده.

فى النهاية.. نستطيع القول أن "شفيق" نجح فى حسم المعركة بينه وبين "موسى" لصالحه، وأنه على أعتاب التأهل لجولة الإعادة مع مرشح الإخوان "مرسى".. أما وزير الخارجية السابق "موسى" الذى توقع معظم المصريين باكتساحه للانتخابات "خرج ولم يعد".