اعلن السودان حالة الطوارىء في ثلاث ولايات حدودية مع جنوب السودان بينها ولاية النيل الابيض التي امر واليها بترحيل 12 الفا من السودانيين الجنوبيين، ما يؤشر الى تصاعد التوتر بين البلدين الجارين.

ونقلت وكالة الانباء السودانية الاحد "اصدر المشير عمر حسن احمد البشير رئيس الجمهورية اليوم (الاحد) مرسوما جمهوريا اعلن فيه سريان حالة الطوارىء باجزاء من البلاد" في ولايات جنوب كردفان والنيل الابيض وسنار.

واوضحت الوكالة ان هذا الاجراء يفضي الى فرض حظر تجاري على جوبا وتعليق الدستور في المناطق الحدودية.

وياتي هذا التدبير بعد شهر من المعارك على الحدود والخشية من تجدد النزاع بين شمال السودان وجنوبه بعد عقود من الحرب الاهلية (1983-2005).

واخفق البلدان في التوافق على المسائل العالقة منذ اعلان استقلال جنوب السودان في يوليو 2011، وخصوصا ترسيم الحدود وتقاسم العائدات النفطية.

وحال الطوارىء معلنة منذ نحو عشرة اعوام في اقليم دارفور، على طول الحدود الغربية مع جنوب السودان، ومنذ سبتمبر الفائت في ولاية النيل الازرق.

وبعد اعلان هذا القرار، امهل والي ولاية النيل الابيض السودانية المحاذية لجنوب السودان 12 الفا من السودانيين الجنوبيين اسبوعا لمغادرة البلاد، وفق ما نقلت وكالة الانباء السودانية الرسمية.

واوردت الوكالة الاحد ان "والي ولاية النيل الابيض يوسف احمد نور الشنبلي اكد ان الخامس من مايو القادم هو اخر موعد لتواجد الجنوبيين العالقين بميناء كوستي النهري" في ولاية النيل الابيض، معتبرا ان "تواجد الجنوبيين العالقين بكوستي يشكل تهديدا امنيا وبيئيا لمواطني كوستي".

والسبت، اعلنت الخرطوم اعتقال اربعة اجانب في منطقة هجليج المتنازع عليها ما اثار جدلا الاحد، اذ اكدت منظمات عدة ان الاشخاص الاربعة كانوا موجودين في اراضي جنوب السودان حيث كانوا ينفذون مهمة للامم المتحدة.

وكانت الخرطوم اكدت مساء السبت ان الاجانب الاربعة -- بريطاني ونروجي وجنوب افريقي وجنوب سوداني -- اوقفوا قرب هجليج ملمحة الى انهم "خبراء اجانب" اتوا لدعم جوبا في "عدوانها" على الشمال.

لكن اشلي وليامز رئيس مجلس ادارة ميشيم الشركة العامة الجنوب افريقية المتخصصة في نزع الالغام اعلن الاحد ان اثنين من موظفيها كانا يعملان لمشروع للامم المتحدة في السودان بين الموقوفين الاربعة.

وصرح وليامز لفرانس برس "لدينا عقد مع الامم المتحدة لتولي عمليات نزع الالغام ولموظفينا حصانة تامة تؤمنها لهم الامم المتحدة" مؤكدا ان الموظفين وهما جنوب افريقي وجنوب سوداني خطفا "داخل اراضي جنوب السودان".

ونفى ايضا المدير الاقليمي لمنظمة "نورويجيان بيبولز ايد" النروجية يان ليدانغ الذي كان يعمل مع احد الرجال الاربعة رواية الخرطوم.

وصرح ليدانغ "من المستحيل ان يكونوا في هجليج"، مؤكدا ان الرجال الاربعة كانوا يقومون بمهمة متابعة بعد نزع الالغام في باريانغ في جنوب السودان.

وكان الرجال الاربعة لدى خطفهم يسيرون بين قاعدتين للامم المتحدة ويتجهون الى بنتيو بحسب وليامز. وشدد على انهم "خطفوهم واقتادوهم الى هجليج في سيارة حيث قالوا انهم اعتقلوهم في هذه المنطقة المتنازع عليها".

واضاف وليامز ان عملهم "انساني وبالتالي الاشارة الى انهم مستشارون عسكريون او امر من هذا القبيل امر غير منطقي".

ومساء السبت اعلنت متحدثة باسم الامم المتحدة ان احد المخطوفين الاربعة موظف في المنظمة الدولية.

وبحسب الخرطوم، فان الاجانب الاربعة لديهم خلفية عسكرية وكانوا يحملون تجهيزات عسكرية ويتنقلون في سيارة عسكرية وكان يحققون في محيط حقل هجليج النفطي بين الانقاض اثر المعارك التي اعقبت الهجوم الذي شنه جنوب السودان على هذه المنطقة النفطية التي يطالب بها السودانان.

ويلتقي وزير الخارجية السوداني علي كرتي الاثنين في موسكو نظيره الروسي سيرغي لافروف سعيا الى الحصول على دعم الحليف التقليدي للخرطوم في نزاعها مع جنوب السودان.

وتأتي هذه المحادثات بعدما رفضت الخرطوم السبت قرارا للاتحاد الافريقي باحالة الازمة بين السودان وجنوب السودان على مجلس الامن الدولي بهدف حل النزاع

المصدر: أ ف ب