أحال النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود بلاغاً تقدم به المحامي هشام محمود الي النائب العام وكيلا عن الناشط الإسلامي الاسترالي المعروف ممدوح حبيب-الذي تم اعتقاله بباكستان وترحيله إلي مصر حيث التقي عمر سليمان وجها لوجه لإجباره علي الاعتراف بالتخطيط للقيام بعمليات إرهابية - إلي المجلس الاعلي للقوات المسلحة حيث فجر الناشط الإسلامي حبيب مفاجآت من العيار الثقيل علي رأسها الكشف لأول مرة في بلاغ رسمي للنائب العام عن إجراء جلسات الاستجواب والتحقيق والتعذيب بجهاز المخابرات تحت الإشراف المباشر لجمال مبارك نجل الرئيس المخلوع.

وهو ما يؤكد أن جمال كان الرئيس الحقيقي لمصر منذ سنوات طويلة وأنه كان يمارس سلطات واسعة حتي في الإشراف علي أحد أكبر وأهم الاجهزة السيادية بالبلاد في التطورات استدعي المجلس العسكري محامي هشام محمود الناشط الاسلامي وتسلم منه مستندات جديدة عبارة عن شهادة موثقة ومترجمة من شخص يدعي محمد سعد إقبال سبق اعتقاله بواسطة المخابرات الامريكية وتم ترحيله إلي مصر لاستجوابه وخلال ذلك تعرض لتعذيب وحشي بحضور كل من جمال مبارك نجل الرئيس المخلوع وعمر سليمان -رئيس المخابرات السابق- وهو نفس ما تعرض له حبيب .

كما أكد إقبال في الشهادة الموثقة الموقعة منه أنه تعرض لمحاولات من سليمان لإجباره علي الاعتراف بأنه من خلايا تنظيم القاعدة ثم تم ترحيله الي سجن جوانتانامو وهناك أصيب بالشلل من شدة التعذيب.

كان حبيب قد قال في بلاغه - الذي حصلت جريدة "صوت الامة "علي نسخة منه - والمقيد برقم 4781لسنة2011 - عرائض مكتب النائب العام - واتهم فيه عمر سليمان وجمال مبارك بتعذيبه بشكل مباشر أنه في غضون 2002 وأثناء زيارته لدولة باكستان للتقديم لأولاده بمدرسة دينية إسلامية داخلية- حيث يعيش حبيب باستراليا- كان حاضرا مساء أحد الأيام لإحدي الندوات التي تتحدث عن غزو الولايات المتحدة لأفغانستان وخلال الندوة قام بعمل مداخلة قال فيها أنه لابد علي الولايات المتحدة أن تدفع الثمن في حال إصرارها علي المضي قدما في احتلال أفغانستان.

وتابع: بعد انتهاء الندوة وأثناء مغادرتي فوجئت بمجموعة من المسلحين الملثمين يقومون بخطفي وتخديري ولم اشعر إلا وأنا بمصر حيث تعرضت لأعمال تعذيب وحشية بجهاز المخابرات المصرية تحت الإشراف المباشر من جمال مبارك-نجل الرئيس السابق- وعمر سليمان رئيس الجهاز في هذا الوقت".

وأجرت "صوت الأمة" اتصالا هاتفيا بـ"حبيب" حيث يقيم باستراليا من خلال محاميه هشام محمود بمدينة الإسكندرية..ليستكمل لنا تفاصيل مشاهدته لجمال مبارك وكيف كان يتم تعذيبه..فقال: مكثت عدة اشهر بمصر-وهي بلدي الاصلي والتي أحمل جنسيتها- وكان يوميا يقوم أشخاص مختلفون بتعذيبي وصعقي بالكهرباء وجلدي بالسياط-الكرابيج-..وكانت دائما تكون هناك غمامة علي عيني.

وأضاف:"في إحدي المرات فوجئت بهرج ومرج ووضع غير عادي واستعدادات لم أرصدها من قبل في مكان مبني المخابرات العامة بمصر ..وقال لي أحد الحراس :الريس جاي .. اتكلم معه كويس خلص بسرعة زي ما هو عاوز"..ولم أكن أفهم من هو الريس الذي تحدث عنه الحارس إلا أنني بعد قليل سمعت صوت هذا الريس..وفوجئت به يهوي علي وجهي بصفعة قوية أوقعت الغمامة التي كانوا يضعونها علي عيني فإذا بي وجها لوجه أمام عمر سليمان بنفسه ..وكانت المفاجأة أن جمال مبارك كان يجلس بجواره وقد تكهرب الجو عندما رأيتهما جالسين ولكني في هذا الوقت لم أكن أعرفهما شخصيا حيث كنت أعيش باستراليا وغير متابع للوضع في مصر..لكن بعد إطلاق سراحي بعدها بخمس سنوات اكتشفت شخصيتهما وتعرفت عليهما من خلال متابعتي لوسائل الإعلام في مصر خاصة أن جمال مبارك قد بدأ يأخذ وضعا قويا علي الساحة السياسية المصرية".

وتابع حبيب:"عندما وقعت الغمامة من علي عيني جن جنون سليمان وقال لي :عليك ألا تضيع وقتي..فأنا وقتي ثمين ..الآن ستعترف أنك كنت تخطط لخطف طيارات أمريكية لتقتل ركابها..وتابع:"إذا سمعت الكلام فسوف تصبح غنيا !"

فرددت عليه :"ما تقوله غير صحيح ولا أريد أن أصبح غنيا .. أريد ان أغادر هذا المكان".. فصرخ سليمان بأعلي صوته قائلا" اسمع بقي ..إذا نزل ربنا بنفسه إلي الأرض وحاول ياخدك مني فلن أسمح له وصرخ :فاهم ولا مش فاهم .. أنت الآن في قبضتي وحدي أنا منقذك الوحيد وحياتك في يدي وحدي"

وحول دور جمال مبارك أثناء عملية استجوابه قال حبيب: "لاحظت أنه لا يتحدث ولا يتدخل علي الإطلاق فهو كمن كان يجلس ليشاهد ويتعلم حيث ظهر بعد ذلك ان والده كان يعده لتولي الرئاسة وقد يكون أراد أن يجعله يعرف كل شيء حتي يواصل المسيرة بعده".

ويواصل حبيب قائلا:"لقد كان جمال مبارك يشاهد دائما عمليات التعذيب التي تحدث لي ولغيري ممن كان يتم تعذيبهم بذات المبني ..ويضيف:بعد أن رفضت الاعتراف بما كان يحاول سليمان ان يجبرني عليه صفق بيديه فأخذني الحراس وقاموا بصعقي بالكهرباء في كل أنحاء جسدي بعد أن جردوني من ملابسي تماما..ثم بعدها أخذوا يضربونني بالسياط وسط هدوء كامل من جمال مبارك وسليمان كما لو كانوا يشاهدون فيلما رومانسيا!!

وقال حبيب أن عمليات التعذيب تصاعدت بشكل يومي مع إصراره علي رفض الاعتراف بجرائم لم يرتكبها حتي أنه في أحد الايام أجبره الحراس علي خلع ملابسه أمام جمال مبارك وعمر سليمان واعتدوا عليه جنسيا بإدخال قضيب حديدي في دبره..

وتابع :"بعد ذلك بعدة أيام وبعد يأسهم من أن اعترف بشيء رحلوني إلي سجن جوانتانامو حيث قضيت هناك ما يقرب من اربع سنوات بعدها تم إطلاق سراحي دون أي اتهام يذكر لكني كنت أصبحت شخصا يحمل من الامراض والعاهات ما يكفي لقضاء معظم الوقت لدي الاطباء وبين جنبات المستشفيات

وطالب محامي حبيب بتعويض مدني 10ملايين جنيه ..كما طالب بضبط وإحضار عمر سليمان وجمال مبارك ومواجهتمها بما جاء في بلاغه وأرفق المحامي عشرات المستندات الموثقة من وزارة الخارجية المصرية والأسترالية التي تثبت المخاطبات بين وزارتي الخارجية المصرية