صرح الملياردير السعودي، الأمير الوليد بن طلال، بأنه يعارض بناء مسجد قريب من موقع هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ايلول عام 2001، في نيويورك، والتى يطلق عليها "جراند زيرو" او "أرض الصفر".

وقال لموقع "ارابيان بيزنس" الالكتروني، إنه لم يمول بناء مشروع المسجد ولا يوجد أي دور له فيه.

اضاف: "سمعت وشاهدت الكثير من الأخبار حول ارتباطي بالمشروع وكل هذه الأخبار غير صحيحة ولم نمول هذا المشروع، وأنا أعارض فكرة بناء المسجد المقترح تحديدا في ذلك المكان، وسأقول لكم لماذا. فالامر يتعلق بسببين أولهما أنه على هؤلاء القائمين على بناء المسجد أن يحترموا ويقدروا سكان مدينة نيويورك بألا يستفزوا جراحهم بالقول نريد أن نبني مسجدا قرب موقع هجمات سبتمبر".

وتابع: "الجراح لم تندمل، ولا يمكن قبل صفاء النفوس أن نقول لنعد كما كنا قبل هجمات سبتمبر، وأنا أعارض بناء المسجد في ذلك الموقع احتراما للناس الذين فجعوا هناك".

وأضاف الأمير الوليد بالقول: "الأهم هو أن المسجد ليس في أفضل موقع له، ويجب أن يكون المسجد في مكان يليق به، ولا يمكن أن يكون بجوار بار للتعري أو في جوار منطقة غير لائقة. والانطباع الذي تكون لدي هو أن هذا المسجد يجري إقحامه في ذلك الموقع لذلك فأنا أعارض شخصيا اختيار موقعه هناك".

وقال: "اعتقد أنه لدى المسيحيين الحق ببناء كنائس في أي مكان يرغبون به وكذلك لدى اليهود حق ببناء معابدهم حيث يريدون وكذلك هناك حق للمسلمين باختيار موقع مساجدهم حيث يريدون. ولكن عليك الانتباه واحترام كرامة أهالي نيويورك الذين لحق بهم أذى بليغ، فعشر سنوات لا تساوي شيئا في التاريخ".

وكانت وسائل إعلامية عديدة زعمت مطلع هذا الشهر أن الأمير الوليد يضطلع بدور في تمويل بناء المسجد.

واشار الوليد إلى ان جراح ضحايا برجي نيويورك تحتاج لثلاثين عاما لتندمل، مؤكدا: "الجراح غائرة وعميقة جدا ومضى عقد حتى الآن وأرى تقييما للأمور أنها لا تزال في حالها، ولم تتحسن دراماتيكيا لكنها لم تسؤ. فهناك ترى جيوبا من التردي من أناس لا يريدون للأمور أن تتقدم".

ويضيف قائلا: "لا أود المبالغة بالقول أن الأمور تتهاوى فهي ليست بذلك السوء، ومعظم الحكومات تعمل بسياسة براغماتية ومعظم الناس يتصرفون بالمنطق العقلاني. ولكن هناك جيوب من التطرف في إسرائيل وفي الولايات المتحدة وفي العالم الإسلامي وعلينا أن نواجههم بالمنطق إلى جانب مراعاة شعورهم، ولا يمكن نهرهم ومعاملتهم بقسوة ذلك غير ممكن".

ويرفض كثير من الامريكيين تشييد هذا المبنى المعروف تبسيطا في الرأي العام بأنه "مسجد" لاحساسهم بقربه الشديد من موقع الهجمات المذكورة، حيث قضى في ذلك المكان قبل تسعة أعوام 2752 من الأمريكيين عقب وقوع الهجمات التي قام بها متطرفون على برجي التجارة العالميين في نيويورك.

ويقول المعارضون للمشروع: "ان المركز الاسلامى يجب ان يكون اكثر بعدا عن المكان الذى دمر فيه من اسموهم "المتطرفون" مركز التجارة العالمى فى 11 سبتمبر 2001، بينما يقول المؤيدون انه يجب حماية الحرية الدينية".

تهديدات بالقتل

وكانت زوجة إمام المسجد المخطط بناؤه فى نيويورك ذكرت في وقت سابق أنها وزوجها تلقيا تهديدات بالقتل.

ونقلت شبكة " فوكس نيوز" عن ،دايزى خان، إن حياتها وحياة زوجها ،فيصل عبد الرؤوف، "فى خطر "، حيث أكدت تلقيهما للتهديدات عن طريق التليفون.

من جانبه، اصدر صاحب فكرة بناء المسجد ومطور مشروع المركز الإسلامى المهندس ،شريف الجمل، رسومات مبدئية للمركز، وقال انه من المحتمل أن يتم الانتهاء من تجهيز البناء خلال عامين أو ثلاثة أعوام.

و تظهر الرسومات انة ليس مسجدا بالشكل الإسلامي المعروف‏..‏ بل هو مبني عصري سيضم حمام سباحة وناديا رياضيا ومكتبة ومطعما‏ ، حيث اوضح الجمل أن مركز قرطبة هو تجسيد لفكرة عصرية عن امتزاج الدين ـ سواء كان الإسلام أو المسيحية أو اليهودية ـ بالحياة الحديثة‏.‏

وأكد أن من هاجم الفكرة تخيل أن المركز سيكون مسجدا بمئذنة وقبة‏، ومن ثم سيكون شكله غريبا وغير متسق مع الطابع العصري لمانهاتن ومدينة نيويورك‏،‏ مضيفا أن هذا ليس صحيحا‏.

‏وقال‏ الجمل إن المبني سيكون خدميا وعصريا‏ بل يمكن القول إنه سيكون علماني الطابع‏،‏ حيث لن يتم اللجوء فيه إلي المعمار الإسلامي‏، بل سيكون أشبه بتركيبات هندسية عصرية وجميلة‏.‏

وأوضح أن المركز سيتكون من ستة عشر طابقا لن تشغل المساحة المخصصة فيه للصلاة سوي طابقين فقط‏، كما أنه سيتضمن في أحد طوابقه المرتفعة نصبا تذكاريا لضحايا هجمات سبتمبر يمكن للمسيحيين واليهود أن يزوروه بحرية‏.‏

ويقول المعارضون للمشروع، إن المركز الإسلامى يجب أن يكون أكثر بعدا عن المكان الذى دمر فيه من اسموهم "المتطرفون" مركز التجارة العالمى فى 11 سبتمبر 2001، بينما يقول المؤيدون إنه يجب حماية الحرية الدينية.