قال الإعلامى الكبير حمدى قنديل إن الحكومة المصرية ارتكبت جريمة إنسانية فى حق العراق عام 2003، عندما سمحت للسفن النووية الأمريكية بالمرور فى قناة السويس لضرب العراق واحتلالها. واتهم قنديل الحكومة المصرية فى ذلك الوقت بتسهيل احتلال العراق، خلال الندوة التى أقامها له صالون سعيد على الثقافى بالعباسية أمس الأربعاء. وتابع قنديل: "لم يكن من الممكن السكوت عن الأوضاع فى العراق فى برنامجى "رئيس التحرير"، خاصة عندما قادت أمريكا حملة إعلامية مدبرة وارتكبت واقعة خداع عالمى بنشرها فيديو مفبرك عن قوافل تنقل أسلحة نووية إلى العراق، وكان من المستحيل السكوت عن هذه القضية". وتطرق قنديل فى الحديث إلى برامج "التوك شو" التى يتم عرضها حاليا على عدد من القنوات، وانتقدها قائلا: "هذه البرامج نسخ متكررة على قنوات مختلفة، ولا يوجد فيها اختلاف كبير سوى المذيع أو المذيعة، والفروق بين الشخصيات التى تقدم البرنامج لا تكفى لتبرير هذا الكم من البرامج المستنسخة"، مضيفا أن الإعلانات تسيطر على هذه البرامج، فأصبح معيار النجاح لها هو ما تجلبه من إعلانات. وتنبأ قنديل باختفاء برامج "التوك شو" قريبا، مؤكدا على أن تسلط الدولة سوف يكون سببا لاختفاء هذه البرامج، أو تحولها إلى برامج مطبخ ومنوعات، مشيرا إلى أن هذه البرامج بدأت فعلا تهبط بمستواها، حيث تستضيف نجوما سينمائيين، أو رجالا يفسرون الأحلام. وتحدث قنديل عن المصادرة التى تعرض لها فى حياته المهنية، مؤكدا على أن هناك حصارا إعلاميا تمر به مصر حاليا، يتمثل فى إجراءات غلق القنوات ومنها قناة "القاهرة اليوم" التى اعتبرها قنديل بلا سبب مقنع، وكذلك منع فقرة إبراهيم عيسى من برنامجه "بلدنا بالمصرى" وغلق الكثير من القنوات الدينية، وعدم بث رسائل المحمول إلا بعد الرجوع للجهاز القومى للاتصالات، وأضاف قنديل: "تعرضت أيضا للمصادرة فى مقالى الأخير بإحدى الصحف المستقلة، عندما كتبت عن مشكلة ابن رجل الأعمال كريازى، واعتدائه على ضابط أمن الدولة السابق، وفوجئت برئيس تحرير هذه الصحيفة يتصل بى، ويطلب منى حذف الكثير من فقرات المقال، وهو ما دعانى لسحبه، وعدم نشره بها". وقال قنديل: "هناك رقابة على كل ما ينشر بالصحف، يقوم بها رؤساء التحرير فى شكل نصيحة "خف إيديك"، كذلك مع الإعلام المرئى، وهو ما حدث معى كثيرا، سواء فى برنامجى الأول "رئيس التحرير" أو الثانى "قلم رصاص". وأكد قنديل على أن أجره من القنوات الفضائية لا يصل مقدار حجم الرواتب الكبرى التى يحصل عليها بعض رؤساء التحرير هنا فى مصر، مضيفا: "الحمد لله بنام الليل مرتاح البال، لأننى متصالح مع نفسى، ودائما لا أقول غير الحق، أو ما أتصور أنه الحق، فلم أشتم مصر كما زعم من يهاجمنى، بل كنت أنتقد، ولم أكن أنتقد مصر، بل كنت أنتقد الحكومة، ولو كنت أحصل على ما يحصل عليه البعض، كنت سأمتلك أكثر مما أمتلكه حاليا وهو شقة وعربية".