أكد الدكتور محمد البرادعى المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن مصر تنضم إلى قائمة «الدول الفاشلة» بسبب تدهور أوضاعها مؤخراً، وأشار إلى أنه دون الديمقراطية سيجد الشعب نفسه أمام طريق مسدود، وأن الأنظمة الحاكمة عليها معرفة أن غياب الديمقراطية سيجعل بلدانهم «واهنة ومتقزمة».
وقال البرادعى، فى حواره مع مارى والد، مديرة الموقع الاجتماعى الأمريكى «ذا كوميونيتى» الذى يسعى إلى التفاعل مع الحاصلين على جائزة نوبل للسلام، والذى نشرته أيضاً صحيفة «هافنجتون بوست» الأمريكية، أمس الأول، إن كل بلاد العالم العربى مستعدة لتحقيق الإصلاح الديمقراطى، والتمتع بالحريات الأساسية.
وعن خططه إذا أصبح رئيس مصر القادم، أكد البرادعى أن التعليم هو أهم أولوياته فى الإصلاح إذا تولى مقاليد الحكم فى مصر، مضيفاً أن الصحة والاحتياجات الأساسية مثل توفير فرص العمل تأتى فى المرتبة الثانية.
وشدد البرادعى على أنه من الممكن تحويل مصر إلى «دولة حديثة ومعتدلة» من خلال التعليم الذى يضمن الدخول فى عالم التطور والتكنولوجيا والتعرف على القيم العالمية مثل التسامح والتضامن الاجتماعى واحترام التنوع.
ورداً على سؤال حول التأثير المحتمل للتغيير الذى قد يحدث فى مصر على المنطقة، أجاب البرادعى بأن التأثير سيكون «هائلاً» نظراً لمكانة مصر قديماً، مشيراً إلى أن ذلك قد يجعل بعض الأنظمة العربية «ترتعد قليلاً»، وأن ٩٠% من الشعب العربى يدعمون التغيير على جميع مستوياته السياسية والاقتصادية، ولا سيما الفقراء والمحرومين، ووصف البرادعى جماعة الإخوان المسلمين بأنها «المعارضة الوحيدة الفعالة فى مصر»، مضيفاً أن قياداتها أوضحوا له أنهم لا يسعون إلى وجود «دولة دينية» ولكن «دولة مدنية تقوم على القيم الإسلامية».
واختتم البرادعى الحوار بقوله إن الجماعة لا تجسد «الشيطان»، وأن الحكومات فى المنطقة تسعى إلى رسم صورة للجماعات الإسلامية أكثر تطرفاً مما هى عليه، من أجل كسب تأييد الغرب، مؤكداً أنه لا يمكن «تجاهل» جماعة الإخوان المسلمين عند التفكير فى إحداث التغيير، نظراً للدعم الكبير الذى تتمتع به فى مصر.